علم التعلّــــــــم الالكتروني والنهج الرقمي
علم التعلّم ... النّهج الرقمي، التعليم الالكتروني ... في ظلّ هذا التحول الحاصل اليوم، ومدى تقدّم العلوم والأفكار جعل الانسان يسعى إلى الاستكشاف والاستنطاق لأدوات التعلم الجديدة التي ابتكرها من أجل تقريب المعرفة وتسهيل العملية التعلمية من خلالها.
المقــدمــــة
بكل بساطة اليوم هو عصر التعليم الالكتروني، فعلى الشعوب والأنظمة السياسية أن تستيقظ وتستجيب لكل التحولات الحاصلة اليوم، بتفعيل المبادرات الفردية وتشجيعها للأفضل.
خطـــوات الـنهـــــج الرقـــــمي
إعداد برامج إلكترونية واعدة تنشر فيها روح البحث والاستكشاف العلمي، وهنا نترك الأساتذة المكونين مع دفعاتهم الطلابية في مختلف مجالات البحث العلمي لجمع المعلومات والبيانات والأدوات والسندات التي تلائم العملية التعلمية، ويمكن توسيع هذه الدائرة إلى مجموعات أخرى على نطاق أوسع لإثراء العملية التعلمية بالبيانات، وهنا يكفي الاستفادة من عامل التجربة خلال الفصول الدراسية للأساتذة والباحثين من خلال دروسهم المقدمة، وبذلك تعم الفائدة وتنتشر الأفكار التي تدخل المكوّن في عملية رقمنة للأفكار (تحليلها وتصفيتها) لجعلها قابلة لتنفيذ العمل المبرمج.
المبادئ الأساسية في النهج الرقمي
يجب على الأستاذ في عمليته التعلمية أن يتمرّن ويتدرب في التصنيف بعناية تامة قبل التنفيذ وذلك من خلال المبادئ التالية:
- عملية التنقية، وذلك بالتخلّص من كل ما ليس له علاقة بالموضوع، ونترك فقط الأفكار التي تتناسب مع المتعلّم.
- التخلص من الصور والفيديوهات والأشكال البيانية التي لا تؤدي العمل المطلوب نظرا لغموضها أو ثقلها على المتعلم، وحتى المواد التي لا يستطيع فيها المتعلم أن يتمسك بها، فيجب التخلص منها لأنها تؤثر سلبا على العملية التعلمية، أي أن اختصاصه لا يستوجب تلك المواد نظرا لعدم تناسقها وتناسبها مع موضوع الدراسة أو تخصص المتعلم.
- الاستعمال المتقن والجيد لأدوات التعلّم الالكترونية، فأدوات التعلم أساسا من سندات ووثائق(نصوص، صور، مقاطع فيديو ...) يمكن لها أن تؤدي المطلوب على أحسن نطاق، وهنا لا يجب الكف عن استخدامها مرة واحدة بشرط أن لا تكون زخرفية، بل يجب تكرارها دوما لكي تصبح سهلة الاستعمال ومنه الاتقان ومنه التحرر والابتكار. مثال 1 - اترك مقطع من الفيديو يُعبّر، واترك المتعلم يشكل مجموعات ودعهم يتناقشون ويتنافسون لتنمية روح المبادرة الفردية والجماعية مثال عن الصورة والأشكال البيانية والخرائط، لا تشرحها ولا تضيف نصا بجانبها، أتركها للمتعلمين أن يكتشفوا خفاياها ويعبروا عن ملاحظاتهم عنها للوصول إلى المطلوب من خلال أساسياتها .... كرّر العملية في دروس أخرى وهكذا هنا أديت عملا احترافيا ورميت بالفكرة إلى المتعلمين ليتبادلون ويتنافسون ويبدعون في العملية التعلمية الرقمية. وما أنت إلا المحرك الأساسي لذلك بمختلف أسلحتك وأدواتك المتقنة. إلّ أّه في الأخير هذه الأدوات غير كافية لاتقان العملية التعلمية الرقمية.
- وضع الخطة قبل التنفيذ، لا تسرد الأحداث ولا تتمحور عليك العملية التعلمية، إنك المنشط والموجه، وليس أن تطرح السؤال وتجاوب عنه، قسّم درسك إلى أجزاء، قسم الفيديو إلى مقاطع قصيرة (3د – 5د )، وهذا ما نسميه بالتعلّم النشط وهو أمر ضروري يجعل الطالب يمارس ما تعلّمه مُحاولا إظهاره، فلا يجب أن يكون التعليم النشط عبارة عن أنشطة عملية، حيث يمكن للمكوّن أن يوقف عرض الفيديو ويوجه سؤالا قصيرا عما شاهدوه في تلك الآونة، نظّم عملك بتحديد السؤال الصحيح الذي يفهمه المتعلم، ابتعد عن طرح الأسئلة الغامضة التي تبنى عليها عدة معاني، كن دقيقا في وضع المتعلم أمام الأمر الواقع.
- قبل الشروع في الدرس أو الموضوع او الإشكالية، أول عمل تقوم به هو تقديم المفاهيم الأساسية للاشكالية أو الموضوع المطروح، باعتبارها المفاتيح التي تنظم عملك، لاعتبارها المكملة للنقائص في الأفكار، باعتبارها المنشئة للعلاقات داخل الموضوع وخارجه، باعتبارها حلقة الوصل بين الإشكاليات، فمثال لتلك الصورة التي عرضتها اعلم بأن لها محتويات كثيرة وأن مفاتيح فهمها هي تلك المفاهيم والمصطلحات التي يبدأ فيها شروق الشمس التي تحتاج إلى 8 دقائق لتنتشر في الأرض.
- تنظيم امتحانات متقنة تصورية مبدئيا قبل الشروع في طرحها للمتعلمين، يجب على المكوّن الدراية التامه بالامتحان الذي يقدّمه، حيث أن هذه الامتحانات تجعل المتعلم يفكر دوما خلال كامل وقته ليصل إلى ما تعلمه في الدرس واستعابه بشكل جيد، ويمكن للمكوّن أن يصنع أخطاءا مقصودة داخل موضوع الامتحان، وذلك ليس بهدف دفع المتعلمين للوقوع في الأخطاء، وإنما التحقّق من اتقانهم الحقيقي لما استوعبوه في دروسهم، وهنا ننوه إلى ضرورة التحكم الجيد للأستاذ في الامتحان.
الخــــاتـــــمة
رغم أن التحوّل إلى التدريس بالأنترنت قد يكون معقدا، إلاّ أنّه مع مرور الوقت وبتسهيل العملية وتوفير كل المتطلبات والامكانيات اللازمة وتفاعل جميع المساهمين في القطاعات التعليمية والتربوية، سيجعل العملية الرقمية أكثر فاعلية وإثارة في أي بقعة من سطح الأرض، وهذا طبعا من خلال وجود المتطلبات الضرورية والبيئة الناعمة والصالحة.