recent
أخبار ساخنة

البحرية الجزائرية قبل الاحتلال الفرنسي (الجزء الأول)

kadi tayeb
الصفحة الرئيسية

البحرية الجزائرية قبل الاحتلال الفرنسي(الجزء الأول)

القوة البحرية الجزائرية
البحرية الجزائرية

وصف_المؤرخين الأوروبيين للبحرية الجزائرية قبل الإحتلال الفرنسي

أجمع المؤرخون الأوروبيون والأمريكان على أن البحرية الجزائرية كانت منظمة أحسن تنظيم، إضافة إلى شجاعة أهلها. وكانت الجزائر تستعمل بحريتها بدافع الوعي بمسؤولياتها الدولية عن الأمن والسلم في البحر الذي كان بحرها، والمحيطات التي كانت ساحاتها. فسقوط الأندلس تلاه قيام دولة الجزائر البحرية مكانها، كجدار منيع ضد النصرانية الزاحفة نحو الشرق ، فكان أن قامت الجزائر بإيقاف هذا الزحف، ببناء قوة بحرية عظيمة، استخدمتها بادئ الأمر للدفاع، ثم بعد ذلك للهجوم والغزو، بعد انتصارها على أوروبا، وإسقاطها للرايخ الألماني الأول(الإمبراطورية الألمانية الرومانية المقدسة) في سنة 1541.
يقول المؤرخ دي غرامون:
لقد أخذت جرأة الرياس الجزائريين تزداد بإطراد، وهكذا حجزوا على عباب المحيط الأطلسي، السفن الإسبانية المسلحة تسليحا ثقيلا، والمحملة بالذهب والفضة والبضائع الفاخرة، وهي راجعة من أمريكا اللاتينية، كما فاجؤوا أكثر من مرة سكان خليج غسكونيا، وسواحل بحر المانش، وبحار إنكلترا، فمن ضفاف جزر ماديرا على الأطلسي، إلى صخور الجليد في إيسلندا، ما كان أحد يستطيع أن ينجو من ملاحقاتهم. فانظروا إلى ازدياد القوة البحرية الجزائرية شيئا فشيئا، حتى وصل أسطول الجزائر إلى خليج غسكونيا، وجاب بحار بريطانيا دون رادع، بل طرق أبواب الولايات المتحدة، بوصوله إلى إيسلندا وغزوها.
هذا اعتراف من الأعداء باحترافية الأسطول الجزائري، وتمكنه من المناورة والهجوم وقت اللزوم. وقد كانت الجزائر تصنع السفن التي تسمى: السفن المستديرة، وهي سفن متطورة جدا، كانت الجزائر الوحيدة التي تملكها. ولم يكونوا يتعرضون للسفن النصرانية فقط، التي كانت تمخر عباب البحر جماعات، بل كانوا أيضا ينزلون على السواحل الأوروبية، ويتوغلون داخل البلاد، ينهبون الأرياف، ويهاجمون قصور النبلاء، بل وحتى المدن. وحتى الفلاحين على الشواطئ الأوروبية لم يعودوا يفلحون أراضيهم إلا وهم مرتعدون، فقد أصبحوا يعيشون في قلق دائم، يتوجسون خيفة من ظهور أسطول الجزائريين.
يقول المؤرخ هانري غارو:
إن القرصنة البحرية(ونحن نسميها الجهاد البحري) المنظمة في البدء كدفاع مشروع ضد الفرسان النصارى، قد تحولت في مملكة الجزائر إلى مؤسسة دائمة، وريعها يصب في ميزانية الدولة. فزيادة على مصانع السفن في بجاية، وشرشال وغيرهما، فلقد كان في العاصمة خاصة مصنعان: في باب الواد للسفن الكبيرة، وفي باب عزون للسفن الصغيرة. الله أكبر، عندما كانت الجزائر تصنع أسلحتها بنفسها، فانظروا إلى مصانع السفن ما أكثرها، لأنواع السفن ... وهاكم بضعة أسماء لأهم الوحدات المعروفة: البرتغالية، وهي مركب الرايس حميدو المفضل، غنمها من البرتغاليين، وديك البرج، وانتصار الإسلام، والعناية الإلهية، ورعب البحار، ومفتاح الجهاد، والإسكندر الفاضل.
لقد كان من النادر أن يحرز النصارى نصرا على الجزائريين، وذلك أنهم بمراكبهم السريعة المنخفضة، التي تخفى عن الأنظار في البحر، كانوا يطفون فجأة، ويختفون عند اللزوم بنفس المفاجأة والسرعة اللتين يبرزان بهما للعيان، وبذلك كانوا أعداء يصعب تحاشيهم، ويكاد يكون من المستحيل اللحاق بهم. 
فمن البحر الأبيض المتوسط، الذي كان في الأول هدفهم الرئيسي، انطلق رياس البحر وارتفعوا إلى المحيط الأطلسي، بمجرد أن تبنوا استعمال السفن المستديرة، فلم يتركوا لا طريق الهند ولا طريق أمريكا، معكرين سير تجارة جميع الأمم.
وفي سنة 1616 نجد مراد رايس ينهب شواطئ إيسلندا، ويرجع منها إلى الجزائر ب 400 أسير، وفي سنة 1619 اكتسحوا الجزيرة البرتغالية ماديرا على المحيط الأطلسي، وفي سنة 1631 عاثوا فسادا في شواطئ إنجلترا، وأغلقوا مدخل بحر المانش، وأخذوا أسرى من بحر الشمال.
يقول المؤرخ كاط:
لقد ظل الهولنديون والإنكليز والبندقيون والجنويون والنابليون وفرسان مالطا، طوال القرن السابع عشر يشنون حروبا على الجزائر، ولكنها دحرتهم جميعا، بفضل تفوق بحريتها المنظمة تنظيمها يستحق الإعجاب.
الله أكبر، انظروا كيف طرق الأسطول الجزائري أبواب الولايات المتحدة بغزوه إيسلندا، ثم اجتياح بريطانيا، بل وصل بهم الأمر إلى إغلاق بحر المانش بين بريطانيا وفرنسا، فلا أحد يدخل يخرج إلا بأمر الأسطول الجزائري، بل الأروع أن يصل أسطولنا إلى بحر الشمال، متجاوزا هولندا إلى الدنمارك، يصول ويجول ويأتي بالأسرى من بلدانهم دون معارضة تذكر من الدول الأخرى.
ويضم المؤرخ سيميونوف صوته إلى كاط فيقول:
ليس الفرنسيون فقط من كافحوا الجزائريين، بل جميع الأمم بدون أي استثناء كافحت هذا الوباء البحري، كافحه الإنكليز والهولنديون والنابليون والجنويون والإسبان، لكن كفاحهم ظل بدون جدوى.ما شاء الله، من شدة فزع وخوف الأوروبيين من الجزائر، نعتوها بالوباء البحري....!!
يتبع .... من هنا: الجزء الثاني
google-playkhamsatmostaqltradent