recent
أخبار ساخنة

الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية سنة 1916

ثورة العرب ضد الأتراك 1916

من المفيد النظر إلى الخلفية السياسية للأوضاع في تلك الحقبة. كانت رياح التغيير الفكرية قد بدأت تهب على الدولة العثمانية منذ أواسط القرن التاسع عشر ولم تتغلغل في عقول الأتراك فحسب بل امتدت إلى أوساط الأقليات في دولتهم، ومن ضمنهم العرب. ومنذ تعيين الحسين بن علي شريفاً على مكة عام 1908 برزت الخلافات على السلطة بينه وبين الولاة العثمانيين على الحجاز. وكان يؤلب الناس عليهم وتمكّن من تغيير خمسة ولاة في ثماني سنوات

الثورة العربية
اعلان العرب الحرب على الاتراك

المـقــــدمـــة

ملك العرب الشريف حسين
يقول الأمير عبد الله بن الحسين في مذكراته:
إن بداية الشرخ الفعلي بين والده والعثمانيين كانت عام 1911 إثر ثورة محمد علي الإدريسي على العثمانيين، بدعم إيطالي. ثار الإدريسي، وهو من زعماء منطقة عسير، على الحكم العثماني وتمكن من حصار أبها، فاستعان العثمانيون بالشريف حسين وقواته وتمكنوا من قمع الثورة.
إن مشاهد أعمال الانتقام التي ارتكبها الجنود الأتراك تركت أثراً بليغاً في نفس الشريف. رأى كيف وضع الأتراك الخوازيق في أدبار مناصري الإدريسي حتى خرجت من أفواههم ثم شويت جثثهم على النار، ورأى رؤوساً مقطوعة وقد وُضعت ذكور رجال في أفواهها. احتج الشريف بأن هذا الفعل غير مقبول فجاءه رد القائد التركي: أولم يحرقوا قلوبنا؟
تضيف المصادر التاريخية أن الشك بين الطرفين بدأ ينمو بعد هذه المعركة، إذ قال والي عسير التركي عن الشريف حسين إنه لم يكن خالص النية في خدمة الدولة العثمانية، بل كان يطمع أساساً في توسيع نفوذه".

حكــــــايـة الـثــــــــورة:

المخابرات البريطانية
لورنس العرب
أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية في (10 جوان 1916م) وأطلق بنفسه في ذلك اليوم أول رصاصة على قلعة الأتراك في مكة؛ إيذانًا بإعلان الثورة !! هذه الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية كانت بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى؛ حيث تمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الثورة من تفجير خط سكة قطارات الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني "لورنس"، ومنعوا وصول الدعم العثماني إلى الحجاز، ثم طردوا الجيش العثماني من مكة والمدينه والطائف وجدة وينبع والعقبة ومعان ودمشق وأخيرًا حلب في عام 1919.

الشريف حسين ملكا على العرب

ولم يلبث أن بويع الشريف حسين ملكًا على العرب !! تم الاتفاق على التعاون العسكري بين المملكة العربية الوليدة وبريطانيا، الذي كان يعني فرض الحماية البريطانية على المملكة نظير حماية المصالح الإنجليزية في المنطقة الإسلامية، ووقوف الشريف حسين إلى جانب بريطانيا في مواجهة الخلافة العثمانية !! وبموجب هذا الاتفاق قام الشريف حسين بحمل سيفه لضرب الخلافة العثمانية في ظهرها.

الشريف حسين يباغت العثمانيين بمساعدة بريطانيا

بريطانيا
الضابط ألنبي
 بينما كانت دولة الخلافة تحارب في غرب وشمال أوربا الشرقية وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا. وبينما تحارب في الشرق روسيا القيصرية يأتي الشريف ويطعن في الجنوب، فيضرب الجيش العثماني المسلم في الشام وفلسطين وذلك ليس بمسمى الخيانة ومساندة الصليبيين ضد دولة الخلافة؛ ولكن تحت اسم جميل عنوان براق وهو: "الثورة العربية الكبرى"؛ ثورة للتحرر -كما يقولون - من الظلم والاستبداد واحتلال الأتراك للعرب !! وقد نسفت القوات العربية بقيادة الأمير فيصل سكة حديد الحجاز، واحتلت ينبع والعقبة، واتخذ الثوار العرب من العقبة نقطة ارتكاز لهم، ثم أخذ فيصل يتقدم ليحارب العثمانيين في منطقة شرقي الأردن، وبذلك قدم للحلفاء أكبر مساعدة؛ حيث استطاع اللورد "ألـنـبــــي" قائد القوات الإنجليزية أن يدخل القدس بمعاونة العرب، كما أن احتلال الثوار العرب للمنطقة شرقي معان قد حمى ميمنة القوات البريطانية في فلسطين من هجمات الأتراك عليها في منطقة بئر سبع والخليل، وحمى خطوط مواصلاتها !!
ولم تلبث القوات العربية أن تقدمت في (سبتمبر 1918م) فاحتلت دمشق واصطدمت بالأتراك قبل أن يدخلها "ألـنـبــــي" ، ولم يمض أكثر من شهر حتى زال نور الخلافة الإسلامية من سوريا بعد انسحاب آخر جندي عثماني ودخول القوميين العرب لها !! وأسقط الأسطول الإنجليزي ثغور جدة ورابغ وينبع وغيرها من موانئ الحجاز، و كان ثغر بور سودان القاعدة التي انطلق منها الأسطول الإنجليزي لدعم ثورة الشريف حسين من قبل ضباط إنجلترا وفرنسا الذين يقودون القبائل العربية - الغبية - مثل "ألـنـبــــي" وكوكس وكاترو وغورو، والضابط الشهير لورانس العرب، ووصل الأمر ببعض هؤلاء الضباط إلى ركل قبر الناصر صلاح الدين، وإعلانه أن آخر الحروب الصليبية قد انتهت بدخول القدس!!

الخليج العربي البريطاني

خيانة العرب للاتراك
تقسيم الشام والعراق بين فرنسا وبريطانيا
تكرست المرارة والحسرة عندما ارتفعت أعلام بريطانيا وفرنسا على المناطق التي قاتل فيها العرب إخوانهم الأتراك، ولم يكن بينها علم الدولة العربية المنتظرة .. !! والغريب أن العرب لم يعلموا باتفاق سايكس- بيكو إلا عندما أعلنه البلاشفة العرب،وتأكد العرب أن الاتفاق أهمل تأسيس خلافة عربية، وأعطى بعض أجزاء من الدولة العربية المنتظرة لفرنسا، إلا أنهم مضوا في ثورتهم بسذاجة بعد الحصول على طمأنات من البريطانيين !! إلا أن الخلافات الحقيقية بين العرب والإنجليز تعمقت وظهرت مع إطلاق بريطانيا لوعد بالفور في (نوفمبر 1917م)، وتعهدت فيه بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ثم كانت الصدمة الثانية للعرب في انعقاد مؤتمر: "سانريمون" في (إبريل 1920م)

 يتوسط الشريف حسين ظابط الاستخبارات لورانس

وتقرر فيه وضع القطاع العربي الشمالي الممتد من البحر المتوسط إلى فارس تحت الانتداب، فأعطيت بريطانيا الانتداب على العراق وفلسطين وشرقي الأردن، وأعطيت فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان. وهكذا دخل الشرق العربي في مرحلة الإستعمار الأوروبي وتجزئة المنطقة العربية إلى دول قومية ضعيفة تكافح الإستعمار الأوروبي بعد اختفاء الخلافة الإسلامية المهيبة الموحده للأمة.. !! أما الشريف حسين فكان نصيبه من ثورته، تمجيد القوميين والغربيين له في كتب التاريخ بوصفه قائد "الثورة العربية الكبرى".. !!



وهذا الكتاب يسرد قصة كيف صنعت أوربا دول الخليج، ويلاحظ أن الكتاب لن يكتفي بسرد التفاصيل التي أدت إلى قيام بريطانيا بتأسيس دول الخليج العربي، بل سوف يتم أيضًا- بإيجاز- سرد تاريخ كل دويلة على حدة. عن هذا الموضوع، حمّا الكتاب على الرابط المباشر





google-playkhamsatmostaqltradent